أرسلت هناء عبد القادر تسأل، ماذا يقصد بـ"الفصد الدموى"، وما علاجه؟.. ويجيب على هذا التساؤل الدكتور زكريا الراعى، استشارى الأنف والأذن والحنجرة بمستشفيات القوات المسلحة، واستشارى جراحات الليزر وجراحة الرأس والرقبة، وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق جمعية الأنف والأذن والحنجرة المصرية قائلًا، الفصد الدموى يقصد به النزيف المتكرر من الأنف، والذى يفهم عند كثير من الناس خطأ على أنه نزيف متكرر من الأنف، وهو عبارة عن دم فاسد يطرده الجسم للتخلص منه وهذا قول خاطئ، لأنه لا يوجد فى الدم ما يقال عنه دم فاسد وآخر غير فاسد، فالدم له وظيفة هامة جدا وهو نقل الغذاء والأكسجين إلى خلايا الجسم بالكامل، سواء كانت خلايا طرفية أو داخلية أو خلايا مخية، ولذلك لا يوجد ما يسمى الدم الفاسد.
أما بالنسبة للنزيف المتكرر، فهو عادة ما يحدث فى الأطفال بسبب وجود شعيرات دموية بالأنف، فيما يطلق عليها الشبكة الشريانية، وهى عبارة عن شبكة دقيقة من الشعيرات الشريانية تحدث لإجراء عملية تحويل مسار الدم من شريان إلى آخر، وذلك عند انسداد أحدهما، وفى حالة الأنف توجد شبكة شريانية على الحاجز الأنفى فى الجزء الأمامى، وهذه الشبكة فى بعض الأحيان تكون سطحية ومعرضة للتيارات الهوائية ويحدث جفاف فيها، ومن ثم يحدث انفجار فى هذه الشعيرات ويحدث النزيف الأنفى.
وعادة ما يتكرر هذا النزيف كل فترة وأخرى، وهذا ما يطلق عليه الفصد الدموى، والتى تتمثل أعراضه بتكرار النزيف من الأنف، إلا أن هناك أسباب أخرى للنزيف المتكرر، مثل وجود لحميات نازفة بالأنف أو وجود أورام دموية بها، مع مراعاة عدم تصنيف كل نزيف متكرر بالأنف على أنه "فصد دموى"، وللوقوف على التشخيص السليم، لابد أن يكون ذلك من خلال الفحص الإكلينكى للمريض، وعمل تحاليل للدم لمعرفة نسبة السيولة فى الأوعية الدموية وأشعة على الأنف، وكذلك الكشف بالمنظار الضوئى للأنف لمعرفة مكان النزيف وسببه.
ويشير الدكتور زكريا إلى أن العلاج ينقسم إلى نوعين، الأول مؤقت لوقف النزيف ويكون من خلال إيقاف النزيف وقت حدوثه، وذلك بالضغط على الجزء اللين من الغضروف الأنفى الأمامى من الجهتين، واتجاه ضغط الإصبعين فى اتجاه عظام الوجه، ويستمر الضغط لمدة زمنية تتراوح ما بين3-5 دقائق، وعادة ما يتوقف النزيف، ويمكن استخدام كمادات ثلج على الوجهة أو وضع فتيلة بالأنف وبها نقط للأنف.
أما النوع الثانى من العلاج ويسمى العلاج الدائم، ويكون من خلال العرض على الأخصائى لمعرفة مكان النزف وسببه، ووصف الأدوية التى تناسب الأسباب والأعراض، وغالبًا فى هذه الحالات ما يحتاج المريض لـ"كى" الأوعية الدموية الضعيفة، وهذا "الكى" إما أن يكون باستخدام مواد كيماوية، وهو ما يطلق عليه الكى الكيمائى أو باستخدام الكهرباء أو الليزر، وذلك يحتاج إلى دخول المستشفى والتخدير الكلى للمريض.
الكاتب: سحر الشيمي
المصدر: موقع اليوم السابع